أدمت فؤادي صرخـةٌ حـرَّى
ومواجعي في مهجتي تتـرى
والحزن ينقش في دمي صورا
صبغ الأسى بمدادها القهـرا
والعين تنزف لوعـةً وأسـى
ودما على مأساتنـا الكبـرى
أيُّ المآسي لـم تحـك كفنـا
لجراحنا كي نجرعَ المـرّا؟!!
والوجد فوق المجـد منطلـق
حمل الجوى في قلبـه جمـرا
ومضى يحـث جـواده أمـلا
وهوىً تكبل بالنَّـوى دهـرا
والبحر موج البحـر شيعـه
والريح مدت عشقها جسـرا
حزنُ الليالـي فيـه ملحمـةٌ
ولظى الدّموعِ ورجفة المسرى
ودموع أقصانا اليتيمِ جـرت
نهرا يمازجُ حزنـه البحـرا
والقـدسُ جلـل قلبهـا كمـدٌ
مـرٌّ تفتـت نـاره الصخـرا
ووراء قضبان الأسى شجـنٌ
نزف الحنين وأشعل الصبـرا
والهمُّ بات من الضنى جبـلا
فوق القلوب يعذِّبُ الأسـرى
وعيونهم ترنـو إلـى أسـد
يهبُ الوحوش لموتها جحـرا
أزَّت فؤادي صرخةٌ صعقـت
وجع الحنايا فانبـرى نهـرا
وجرت مواجع أضلعي سفنـا
كي ترتقي فوق اللظى نصـرا
ودمي وقود الأمنيات سـرى
سيلا يلـوِّنُ دفقُـه الفجـرا
يا ليلُ مدَّ النُّـورُ لـي قمـرا
أمست به زنزانتـي قصـرا
وتفتَّحـت قضبـان أقبيتـي
روضا يعانق شوكُه الزهـرا