لا تحتاري
فهذا أنا يا صديقتي
مازلت أمشط الطرقات
وأطارد في عينيكي تلك الدمعات
أنا هنا راقد في ذاك العالم
وأراكي من خلف ستار
أصرخ بجميع اللغات
علي أطمئن ما تبقى داخلكي من فتات
ولكن ... لتعذرني عيناكي
فقد آن لهم أن يذرفوا الدموع
لا بد أن أراكي تبكين هذا الموجوع
يا صديقتي بعد أن أقسمت برب أليسوع
أن أحافظ عليكي كنعمة ومودوع
جاءت أقدار الله وأمرتني بأن أبدأ بالرجوع
يا مولاتي بعد أن غادرنا تشرين
وأنا أستيقظ كل صباح
على نبض أراجيف طبول الرجوج
معلنتاً لي بداية نهار جديد
ولكن يا سيدتي هو أعتق من عتيق
فقد عشته بالأمس .... وقبل الأمس
أخرج في شوارع هذه البلدة اللعينة
أبحث عن بقايا ذكرياتي في أزقة الحي
وعلى جدران الجامعة وبوابات المدن
ولكن ... لا أراكي ......لا أسمعكي
وبعد أن تأكل النيران حشاشاتي
أستفيق على عطر أنفاسك
تقول لي .......
ذاك هو القادر
موزع الأرزاق
وتبقى علاماتكي الاستفهامية
أغلال وأصفاد وأقفال مؤصدة
تهزم أمامها جميع الإجابات
يا صديقتي ...
لقد توغل الجبن في جسدي وأصبح في مذكرات أيامي
فهل لي أن أغفو في توابيت كلماتي
علي ألاقي وجه ربي فهو السميع البصير العالم بأناتي
أليس في الهوى سواكي قادر على نصب مقصلة إعدامي
فهل لكي ألا تحتاري